لماذا تفشل وفشلت اسرائيل في حروبها مع حماس؟

هذه الصور وغيرها سُربت للإعلام العالمي بمافيه الأعرابي على انها صور لمهاجرين أفارقة قدموا الى إسرائيل جُلهم بطرق غير شرعية للبحث عن عمل وهم يحتجون ويتظاهرون لمطالبة حكومة اسرائيل بإنصافهم وبتصويب اوضاعهم وبتحسين ظروف عيشهم.

لكن الحقيقة أنني وعندما كنت في الوطن في شهر يونيو/حزيران من العام 2013، كنت قريبا جدا من هذه الإحتجاجات، والحقيقة ان هؤلاء هم يهود الفلاشا الذين استقدمتهم اسرائيل من أثيوبيا لأجل تعديل الميزان الديموغرافي لصالحها على حساب اصحاب الحق والأرض وهم الفلسطينيين، هؤلاء اليهود تركوا اراضيهم وأوطانهم الحقيقية وقدموا لإسرائيل على أمل الوعود التي وعدتهم بها حكومة الإحتلال من أنهم سيجدوا أرض الأحلام وسيسكنوا الفلل الفخمة ويمتلكوا السيارات الفارهة ويحيون الحياة المترفة. 

لكنهم وما ان وصلوا حتى اصطدموا بالواقع المرير وتم وضعهم في مخيمات تشبه مخيمات الحيوانات، حيث احاطتهم حكومة الإحتلال بأسلاك شائكة ودون ان يكون وسط هذه المساحات خيم او اي شيء ذو سقف، وكان اليهود يزودوهم بالطعام بأن يقوموا برميه لهم من خارج تلك الأسوار الشائكة رميا، حيث اعتبروهم متوحشين.  

يهود الفلاشا يحتجون في اسرائيل

لقد عمل يهود الفلاشا في الأعمال التي لايرغب اليهود القيام بها كعمال نظافة في الشوارع والمباني، غسيل السيارات، العِتالة في المزارع او المصانع او على نواصي الطرقات. 

في المجتمع الإسرائيلي هناك في فلسطين المحتلة عام 48 عدة طبقات إجتماعية، وعلى رأسهم يهود الأشكناز وهم اليهود الذين قدموا من اوروبا وأمريكا، ثم اليهود العرب الذين قدموا من البلاد العربية مثل العراق وسوريا والمغرب وليبيا ومصر واليمن، ثم الفلسطينيون السكان الأصليين والذين لم يهاجروا من الأراضي التي احتلت عام 48، ثم اليهود الفلاشا الذين قدموا من اثيوبيا، والذين نراهم على شاشات التلفزة العالمية والأعرابية والذين يُصورا على أنهم مهاجرين أفارقة قدموا لإسرائيل بطرق غير شرعية، هؤلاء اليهود الفلاشا المحتجين يتم إعتقالهم والزج بهم بالسجون ويتم تعذيبهم أيضا، وهناك العشرات الذين تعرضوا للقتل في الشوارع او تم إحداث عاهات مستديمة لهم. 

هذه الشهادات حصلت عليها من شهود عيان إما يهود أو فلسطينيون يعيشوا داخل الأراضي المحتلة عام 48، وقد أخبرني ذات مرة يهودي روسي وقد كنت اسير في شوارع القدس الغربية وجلست وقتها على أحد محطات انتظار الحافلات، حيث قال:

هل تعتقد اني يهودي؟

فأجبته: بالتأكيد!

فقام بفك بعض من ازرار قميصة وإذا بالصليب يتدلى على صدره المُشعر، ثم قال أنا مسيحي رورسي ويوجد هنا مثلي المئات بل الآلآف.

فتعجبت وسألته: وهل حكومة اسرائيل تعلم ذلك؟

فقهقه قائلا، نعم يارجل تعلم المهم ان تأتي الى هنا ويظن العالم انك يهودي تقوم بالهجرة الى أرض الميعاد.

فسألته مجددا: ومارأيك انت؟

فأجاب: أنا هنا لجمع المال كأن تقول مثلا انني هاجرت الى بلد ما لتأمين بعض المال ومن ثم أعود الى بلدي، وكل الذين على شاكلتي هنا يفكرون مثلي تماما.

هذه اسرائيل من الداخل، شبه مفككة ومهترئة، مبنية على الظلم ليس فقط ظلم اصحاب الأرض والحق، لا بل ظلم بني جلدتها وهي ايضا مبنية على الكذب والكذب القاتل، هي لاتكذب على العالم فحسب، بل تكذب على نفسها قبل كل شيء، مثل هذه الكيانات زائلة لا محالة، زائلة قريبا وقريبا جدا.

 

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>