ممارسات صهيونية خسيسة

لن يتوقف الصهاينة من محاولاتهم المستميتة لتهويد الأرض والعقل العربيين، فهم وحتى إن نجحوا بتهويد الزعامات العربية وجعلهم في خندق واحد إلى جانبهم في مشروعهم الصهيوني، إلا أن ذلك كان غير كافي بالنسبة لهم كمشروع صهيوني وكيهود، فهم ما زالوا يحاولون بشكل حثيث تهويد عقل ووجدان الشعوب العربية أيضا.

باﻷمس وبينما كنت أتصفح الفيسبوك وإذا بصفحة تظهر لي من خلال إعجاب أحد أصدقائي بمنشور عليها، هذا المنشور كان يتحدث عن مؤرخ يهودي من يهود فلسطين الذين كانوا يعيشوا في القدس كفلسطينيين قبل اﻹحتلال، حيث إدعت تلك الصفحة بأنه وردها الكثير من الرسائل من قبل مهتمين بالبحث عن أعمال لهذا المؤرخ، وكانت الصفحة قد أدرجت مقتطفات عن أعمال وحياة هذا المؤرخ اليهودي الفلسطيني للتتيحه حسب ما تدعي للباحين من العرب.

صورة سطح الصفحة الصهيونية

للوهلة الأولى تجد أن الصفحة وكأن من قام بإنشائها هم عرب فلسطينيون كون معظم منشوراتها عن قدماء الفلسطينيين من صور وأحداث وقرى ومدن فلسطينية وخاصة في الفترة الواقعة قبل الإحتلال الصهيوني، وكل هذه المنشورات والصور تاريخية وكأنها تذكِّر المتصفح بتاريخ فلسطين الموغل في العراقة والقدم، لكن منشورهم عن المؤرخ اليهودي جعلني أشك بالصفحة، وأنا الذي أتابع محاولات الصهاينة الحثيثة للتقرب من المواطن والشارع العربيين بعيدا عن التطبيع الرسمي المرفوض على مستوى الشارع العربي، وفورا أَسقطُّ على أسلوب هذه الصفحة مبدأ “دس السم في الدسم” وهذا ما لاحظته بالفعل من خلال ردود فعل إيجابية والتي ظهرت كتعليقات من المتابعين للصفحة على هذا المنشور من قبيل:
جزاكم الله خيرا على التعريف بهذا المؤرخ اليهودي الفلسطيني

والله لم نكن نعرف مثل هذه المعلومات ويجب التعريف بها أكثر

“تم” بمعنى “وصلت الرسالة” أي ليس كل اليهود كما يروج عنهم

هذه المعلومات يجب نشرها وتداولها كي نعرف عن تاريخ فلسطين واليهود الفلسطينيون الذين كانوا بها قبل اﻹحتلال.

في الحقيقة لا مشكلة من ذلك، لكن هدف مثل هذه المنشورات التي تقوم بنشرها هذه الصفحة بين الفينة والأخرى هو التغذية البطيئة للعقل العربي المتلقي لأجل ان يقبل اليهودي ويتقبله، وأن هناك يهودا غير الذين نعلم عنهم من عداء بيننا تاريخي وطويل ومعقد، أيضا لا مشكلة في هذا، لكن المواطن العربي الكيس الفطن هو يقبل مثل ذلك عندما تكون صفحة واضحة تعرّف بنفسها وتخاطب الناس من خارج دولة الكيان الصهيوني إسرائيل، لكن لماذا أقول ذلك؟.

قلت ذلك بعد أن شككت بالصفحة، وقمت بمراسلتهم على الخاص وأخبرتهم أنهم يدسون السم في الدسم وهم إما عربا يتملقون الصهاينة أو يتملقون العرب المتصهينين، أو أنهم صهاينة يخدعون العرب ويحاولون اتباع مبدأ التغذية البطيئة، وتحديتهم أن يردوا على إدعائي إن كان لديهم رد أصلا، وعندما شاهدوا الرسالة وتجاهلوني، قمت بنسخ رسالتي وإدراجها كتعليق على الكثير من منشوراتهم، وخاصة منشورهم المتعلق بذاك المؤرخ اليهودي، ﻷتفاجأ بالرد منهم على رسالتي بأن الصفحة تابة للمكتبة الوطنية في دولة إسرائيل!!!.

رسالتي للصفحة الصهيونية

رد الصفحة الصهيونية على رسالتي

عزيزي المواطن العربي المتلقي لكل ما هب ودب على شبكات التواصل الإجتماعي، لقد أنهت الصهيونية مشروعها مع الزعامات العربية، وها هي تبدأ بمشروعها تجاه المواطن العربي لتغير من نظرته تجاه كيانها بشكل بطىء وتجاه القضية الفلسطينية حجر الزاوية لقضايا الأمة، فلنتنبه إلى ذلك، ولقد تعمدتُ إخفاء إسم هذه الصفحة الصهيونية الخسيسة من خلال الصور المرفقة، أو من خلال التدوينة كي لا أروج لها مستغلا فضولكم، وكذلك إخفاء هوية ذاك المؤرخ اليهودي الفلسطيني، ﻷنه حقيقة لا يهمنا أمره بالمرة.

بعض منشورات الصفحة الصهيونية

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>