مُحلَّى أردوغان للدايت

 

ربما أن لهذه الحقائق التي تعلقت بإنقلاب تركيا العسكري وأصبحت لسيقة به، ربما أنها الآن يتفق عليها كلاً من مؤيدي أردوغان، ومؤيدي العسكر والعلمانيين وإنقلابهم الذي فشل لوجود هذه الحقائق.

قد تكون هذه الحقائق فيما بعد من محظورات ومحرمات كل من أراد اﻹنقلاب على الشرعية يوما، وسنجدها معلقة على منشور في نوادي اﻹنقلابيين حول العالم الشرقي والجنوبي بالذات.

أحد أهم هذه الحقائق هو أن السيطرة على العاصمة التركية أنقرة كان ضعيفا، ويبدو أنه لم يتم اﻹعداد المسبق له جيدا، كما بدا واضحا أن اﻹنقلاب كان ضعيفا منذ بداياته، قد يكون مرد ذلك إلى قلة أعداد اﻷنقلابيين الذين شابهم سوء تنسيق وارتباك هز صفوفهم.

وبما أن السيطرة على العاصمة كانت فاشلة، فإن مظاهر السيطرة على المناطق التي تحوي غلبة مؤيدي أردوغان وحزبه كانت غائبة تماما أيضا، وبالتالي لم يكن ثمة وسائل ردع قوية وحاسمة تجاه هؤلاء المؤيدين ومناطقهم في حال خرجوا للتظاهر والتنديد باﻹنقلاب رغم سقوط 160 قتيلاً وجرح 1400خلال هذه الأحداث، لقد ظهر ذلك واضحا من خلال التأثير الغير مسبوق لمكالمة أردوغان ذي اﻹثني عشر ثانية عبر تطبيق ” سكاي بي” على جموع مؤيديه واستجابتهم لها.

لكن ربما أن لحقيقة عدم إعتقال الرئيس أردوغان من قبل اﻹنقلابيين فور اﻹنقلاب عليه الوقع اﻷكبر على فشل محاولة إنقلابهم هذه، لقد أدار أردوغان غرفة عمليات بغض النظر عن مكان تواجده واستغل هذه الميزة بشكل فعال للغاية، حيث أتيح له توجيه نداء سريع لمؤيديه للنزول إلى الشوارع والتصدي للعسكر القليل المنقلب، وتوجيه خطاب للشعب، ومتابعة تطورات الوضع عن كثب، والتواصل المستمر والفعال مع وزرائه ومسؤولي حكومته وقادة جيشه وأجهزته اﻷمنية، وهذا جل ما يريده ويحتاجه أي رئيس دولة تعرض لتوه لعملية إنقلاب.

ما حقق تعبئة كبيرة للشعب التركي المؤيد ﻷردوغان على أضخم وأسرع مستوى هي حقيقة  عدم وقف خدمات اﻹنترنت، وعدم حجب مواقع التواصل اﻹجتماعي، اﻷمر الذي قاد إلى عملية تعبوية شعبوية انتشرت كانتشار النار في الهشيم وما عاد مجديا إيقافها، زد على ذلك كما اسلفنا سابقا هو عدم توفر عناصر كافية في الشارع لردع الجماهير الغاضبة.

لكن ربما أن الحقيقة الغائبة اﻷكثر تأثيرا على عدم نجاح اﻹنقلاب في تركيا، هي حقيقة من تلك الحقائق ذات الماركات المسجلة عربيا، ألا وهي قطعان البلطجية، فعدم تجهيز هذه القطعان من البلطجية ذوي السوابق، بحيث يكونوا على أهبة اﻹستعداد ساعة الصفر للشروع بنشر الرعب وسط جموع رافضي اﻹنقلاب من تكسير للعظام والجماجم وهتك اﻷعراض والقتل والتقتيل ونشر الفوضى العارمة.

لقد شبهت هذه الحقائق بسكر التحلية الخالي من السعرات الحرارية الذي يستخدمه أناس مجبرون عليه، وأناس يبحثون عنه لاستخدامهة، إنه سكر تحلية من ماركة أردوغان هذه المرة، يحتاجه كلا الطرفين من المؤيدين والمنواوئين لأردوغان وحزبه.

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>