سارة المتسلطة المتجبرة

غالبا ما أتابع تلك القناة الفلسطينية الخاصة، على نايل سات، وهي تبث ذاك البرنامج الفريد من نوعه، حيث يقوم المذيع الفلسطيني بالترجمة الفورية لأحد البرامج الإسرائيلية التي تُبث باللغة العبرية، خاصة تلك البرامج الناقدة للسياسات والسياسيين الإسرائيلين على قنوات إسرائيلية مختلفة، هذه المرة كان البرنامج يُبث على قناة “ياعيل ديان” وهي قناة إذاعية تليفزيونية تابعة لجيش الإختلال.

في بادىء الأمر، لم أصدق ما كانت تسمعه أذناي! فالموضوع الذي كانت تتحدث عنه الموظفة السابقة في منزل رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي “بنيامين نتنياهو” كنت حتى وقت مشاهدة هذا البرنامج أعتقد جازما بأن مثل هذه االمواضيع والقصص مقتصرا حدوثها فقط داخل قصور الرؤساء والزعماء العرب وغرف نومهم (…) إذ عُرف عن نساء زعماء العرب كيف أنهن من كن يمسكن بزمام الحكم ويقمن بإدارة دفته من خلف الكواليس (…) فقد جحظت عيناي وجف ريق حلقي وأنا فاغرا فاهي أشاهد وأستمع بذهول، لكن هذه المرة عن زعيم إسرائيلي يعاني ذات الشىء.

 

تقول تلك الموظفة التي تعمد البرنامج الإسرائيلي تمويه هويتها، تقول حرفيا حسب المذيع الفلسطيني المترجم “رئيس الحكومة يعيش في منزل غير طبيعي”.. لقد ظهر واضحا عدم إيمان تلك الموظفة بدولة إسرائيل وقضيتها، ربما أن قناعتها تلك تبلورت خلال خدمتها في منزل رئيس الحكومة الحالي، فهي تُتْبِع عبارتها تلك، موجهة خطابها إلى اللشعب  قائلة “إلى كل مواطن إسرائيلي يعتقد بأن رئيس حكومته يبث للمواطنين بكل تصميم وعمى وبشكل إجباري، شعور الحياة في دولة هي أصلا غير طبيعية، إذا كنتم تسألوني ما إذا كنا سنعيش على السيف إلى الأبد؟ أقول لكم نعم”.
لكن، ما علاقة ذلك ببيت الرئيس الغير طبيعي، الأمر الذي كان مصدر ذهولي أيضا؟ يقول المذيع الإسرائيلي المُضيف، “إن أقوال هذه الموظفة تحمل كماً هائلا من القرف والإشمئزاز عندما نُقارن الواقع الذي يعيشه رئيس حكومتنا ويحاول تشكيله، والذي يصوره لنا على أنه قَدَر، وبين حياته في بيته مع زوجته “سارة” كما صورتها لنا تلك الموظفة، يجب وقف العنف والإرهاب هناك في منزل رئيس الحكومة”.. ثم تتحدث الموظفة مجددا إذ ترتفع نبرة صوتها هذه المرة وتقول “نحن نتضرع لأجل وقف هذا التسلط والعنف الجسدي واللفظي، هذه المرأة متسلطة بجنون وخطيرة جدا”.
يقول المذيع الإسرائيلي “واقع شرير! فنتنياهو غير قادر على التخلص من تسلط زوجته وعنفها، لقناعته بعدم وجود بديل فهو لا شعورياً يُربي مواطني إسرائيل على أنه لم يعد لهم خيارات متاحة عدا واقعهم العنيف والخطير الحالي، والغريب أنه -نتنياهو- ما عاد قادرا على رؤية الوضع غير الطبيعي في منزله، تماما كما لم يعد قادرا على رؤية الوضع غير الطبيعي للدولة والبلد والناس! هذا الوضع الذي شكل نظامه جزءا كبيرا منه على مدار عشرين سنة، وهذا يتوافق إلى حد بعيد مع شهادات الآخرين حول سلوك زوجته الغريب ووضعها النفسي الخطير على مدى تلك العشرون سنة أيضا.. وغالبا ما وُجِّهت لها أصابع الإتهام” ثم يستطرد المذيع الإسرائيلي قائلا “ربما أن الإثنين -نتنياهو وزوجته سارة- هما من قاما بطبخ تلك الطبخة الغريبة”.
تقول الموظفة السابقة “صار واجبا على شعب إسرائيل أن يعي بأن رئيس حكومتهم الحالي، والذي يُفترض أن يُصدر تلك القرارات المصيرية، وأن يحافظ على أبنائنا وقضيتنا، يعيش في بيت غير طبيعي، تماما هو كالعصفور بيد الطفل مستسلم وضعيف أمام زوجته سارة! ألا ترون ذلك واضحا من خلال تخبطه واصطدامه بالجدر بينما نشهد معه تحول إسرائيل إلى كيان ضعيف ثنائي القومية؟! لقد بدت وكأنها تلك هي مشكلته النفسية، فهو بدأ بإسقاط واقع منزله الغريب العنيف على سياساته، هو معطوب نفسيا.. هو يشعر بأنه ضحية في منزله ويريد أن يُربي شعبا كاملا على أن يكون ضحية أيضا! مهما ارتكب هذا الشعب من جرائم وويلات، بينما هو المخطىء دائما في منزله ويريدنا دائما أن نكون نحن المخطؤون.. أيها الشعب الإسرائيلي الذي لن يتوقف يوما عن إنتخاب “نتنياهو” ولا أنا أيضا -تقول الموظفة- لن أتوقف عن إنتخابه..رئيس حكومتكم يعيش في بيت غير طبيعي، نحن لم نعد قادرين على تحمل المسؤوليات، تماما كرئيس حكومتنا ولا نريد أن نعترف بذلك، لقد أصابت عدواه كل الشعب، الشعب الذي بات ذو قومية ثنائية..وجبان والذي لا يريد أن يعترف بذلك أيضا، ولأجل هذا فهم سينتخبونه من جديد وأنا معهم”.

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>