ندعوكم إلى “بيئتنا قزاز”

ما زلت أعتبر نفسي -على استحياء- ناشط بشكل أو بآخر في مجال الإحتباس الحراري وتغير المناخ، في مرحلة مبكرة من إهتمامي بهذه الظاهرة وبعد أن أدركت بأنها ستؤثر علينا بشكل مباشر، وبأنها عالمية ولن تُبقي أو تذر من تلك المجموعات البشرية الأكثر حظاً إلى تلك المجموعات الأقل حظاً بغض النظر عن مواقعها الجغرافية، إلا وستجعلهم كلهم يعانون الويلات جراء هذه التغيرات المناخية المتطرفة، وربما في مرحلة متقدمة بنفس القدر من المعاناة.

في تلك المرحلة، أردت أن أُجري إستطلاعاً حول هذه الظاهرة ومدى معرفة الناس بها أو بآثارها الكارثية، كان إستطلاعا يناسب إمكانياتي البسيطة، فهو عبارة عن توجيه سؤال مثل “هل سمعت عن ظاهرة الإحتباس الحراري؟..ماذا تعرف عنها؟..هل تعرف شيئا عن تلك التغيرات المناخية المتطرفة التي تنتظرنا جراء هذه الظاهرة؟..” كنت أوجه تلك الأسئلة إلى كل من أقابله من أشخاص، بدءا بالأصدقاء والمعارف والأقرباء وحتى العملاء ضمن عملي، أو راكب ما كان يجلس إلى جانبي في الحافلة، أحيانا كثيرة كنت أتعرض للإحراج كون الظرف غير مناسب لطرح مثل هذه الأسئلة، فيكون الرد “يا رجل لم يبقى أمامنا من مشاكل سوى مناخك وإحتباسك هذا” مساكين وغافلين أيضاً، يا حسرة، لكن لا أخفيكم أنني تعلمت كثيرا حول موضوع “الوقت المناسب” فهو له أثرا بالغا.

أتعلمون شيئا؟ لو حولت معرفة الناس بتلك الظاهرة ومخاطرها إلى نسبة مؤية، لكانت صفر مئوي، أمر صادم تماماً، لا يعلم الناس شيئا عن ظاهرة الإحتباس الحراري، ولا يريدون أن يعلموا، شىء مؤسف بحق، معظمهم كان يقابلني بتلك الإبتسامة الساخرة، وكأنه يقول: ما مدى هذه التفاهة التي تتمتع بها يا رجل؟!.

التحرك العالمي

سيجتمع قادة العالم في باريس في 30/تشرين الثاني/نوفمبر/الجاري/2015 من أجل بدء المباحثات للوصول إلى إتفاقية جديدة حول المناخ، لذا سيخرج العالم من جميع دول العالم في 29 من نفس الشهر الموافق يوم الأحد القادم، ضمن تحرك “بيئتنا قزاز” نظمته وتقوده منظمة “آفاز” العالمية والتي تضم 42 مليون منتسب حول العالم -والذين أنا منهم أيضا- في تمام الساعة الواحدة من بعد الظهر، كل حسب توقيت بلده، وحسب المكان الذي يحدده مفوض آفاز في بلده، هذا التحرك العالمي المتزامن هو من أجل تكثيف الضغط على قادة العالم كي يلزموا بلادهم -سيما الدول الصناعية الكبري منها- بالإعتماد على الطاقة النظيفة بنسبة 100%، معاً يمنكننا دفع العالم نحو إتفاقية مناخية تخلصنا من الطاقة القذرة وتضمن التحول نحو اعتماد الطاقة النظيفة، فلنصنع التاريخ سوية.

بعد أن اعتذر المتطوع هنا في الأردن السيد “عبد المجيد سعادة” عن تنظيم هذا التحرك لأسباب خاصة وفي الوقت الحرج، أوكلت المهمة إليّ باستكمال المشوار، بالرغم من أن الوقت ضيق للغاية، ويبدو أنني سأواجه تنظيم هذا التحرك بالكامل، حيث أنه لم يكن محددا سوى المكان والزمان، لقد كان المكان المبدئي على ميدان جمال عبد الناصر “دوار الداخلية”، لكن ونظرا للإزدحام الذي يشهده الميدان وخاصة في يوم كيوم الأحد، قد نغيره قريبا، وسأقوم بتحديث التدوينة فور تغييره لمكان أكثر فاعلية.

أتمنى من جميع الأصدقاء والمتابعين لنا هنا في الأردن أن يشاركونا هذه الوقفة، فهي فقط عبارة عن وقفة في مكان محدد مع حمل بعض اللافتات وسيكون هناك بعض من وسائل الإعلام كي تنقل الحدث وتجري بعض المقابلات مع المتظاهرين.

قد تستحق الكرة الأرضية -كوكبك- الوحيد الذي تحيا أنت ومحبيك عليه، قد يستحق نشاطا بسيطا كهذا منك.

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>