عشنا الأسبوعين الماضيين ونحن نرقب قدوم العاصفة “فلحة” وما تحمله من ثلوج وأمطار وإجازات مرغوبة خاصة في هذا الوقت الشديد البرودة من السنة.
تفتح الراديو تجده يتحدث عن فلحة تفتح الفيس بوك تجد معظم منشورات الأصدقاء عن فلحة، أصبحت فلحة حديث كل الناس من المسؤولين الى الأناس العاديين، كل صباح وأنا ذاهب الى العمل أفتح على إذاعات أردنية خاصة فتجد مثلا في نشراتها المستمرة أول خبر يقوله المذيع “وأوعز وزير الداخلية الى كل محافظات المملكة بإنشاء غرف عمليات من أجل الإستعداد والتحضير للعاصفة فلحة كما وتهيب أمانة عمان الكبرى بالمواطنين الكرام عدم الخروج من المنازل يومي الأربعاء والخميس القادميين إلا للضرورة القصوى تحسبا للظروف الجوية السيئة وإنخفاض مستوى الرؤية الأفقية”.
كنت أجلس قبالة النافذة حينما وصلت العاصفة الترابية فلحة مصحوبة بكميات هائلة من الرمال الحمراء والأتربة، كنت مستمتعا للغاية وأنا أحتضن الصوبة “مدفئة الغاز” وأشاهد العواصف الرعدية وبرقها الساطع فأنا أملك بعضا من التجهزات في منزلي والتي تحول دون دخول تلك الأتربة مباشرة الي! ثم خطرت ببالي تلك الأفكار(…) بصراحة ودون مغالاة، هؤلاء أناس فهمانين ويعملون بجد ودون أخطاء وأكثر شيء أعجبني بالموضوع كله هو الدعوة الى “الإلتزام بالمنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى” يعنى عندما ننظر الى منزل جهزه صاحبه -وهو طبعا ليس منزلي- تجهيز أمثل من جدران ذات طوب 25سم وطبقة من البوليستر للعزل ونجد النوافذ مثلا من الألمينيوم السميك وذات زجاج مزدوج وقام الصنايعي “الفني” بسد كل الفراغات حول النوافذ والأبواب بإحكام وإتقان فمن أين لها أن تدخل تلك الأتربة؟ (…) في الحقيقة لا يقوم بهذه التجهيزات والترتيبات إلا شخص حريص رصين رزين طويل بال لا يمكن أن يسمح لجهة ما ( أي جهة كانت ) بأن تعرضه للضغط يوما (…).
في حالة مماثلة تجدني التزمت منزلي قرب مدفئتي وراقبت عن كثب وبسعادة ما يحدث في الخارج -بعيدا عن حدودي- من أحداث حملتها تلك العاصفة الترابية (…) قد ألتزم منزلي حتى تمر تلك العاصفة، فأنا مستعد لها تمام الإستعداد، فهي حتى لو اقتربت من منزلي وهي أصلا ستقترب “مالي ومالها!!! ما دامت حدودي محكمة ومنيعة وقوية في وجهها” هل من الحكمة بأن أخرج لمواجهتها؟! لا ليس من الحكمة.
