ما علاقة البندورة وحب الزيتون بمعاهدة وادي عربة

صادف قبل أيام إحتفالات الذكرى العشرين لمعاهدة وادي عربة “معاهدة السلام بين المملكة الأردنية الهاشمية والكيان الصهيوني”.

في الواقع لن نخوض هنا في الناتج والربح أو الخسارة والتردي الذي حصلت عليه الأردن أو العروبة بعد العشرين عاما هذه على المعاهدة المذكورة، لكن سنعرج قليلا على بعض من تصريحات السفير الأردني لدي الكيان حيث قال في خطبته أثناء الإحتفال بتل أبيب ” إن ما يحدث من استمرار للإستيطان في القدس والضفة الغربية مخالف للقوانين والمواثيق الدولية”.

نحن مع كلامكم سيادة السفير مئة بالمئة وكانت هذه شجاعة تحسب وتسجل في حقكم لكن…وآخ من لكن هذه…هل الكيان بكامله أصلا متماشي مع القوانين والمواثيق الدولية؟!!!

لم يعد بمقدور أحد التصريح بإجابة شافية عن سؤال مماثل، وخاصة بعد معاهدات مماثلة، هذه المعاهدات التي جلبت لبعضهم أنظمة استثنت من حساباتها الشعب كليا ومقدراته واستثمرت جيشها وغازها وأرضها وسمائها في خدمة الكيان، بينما آخرين جلبت لهم التنسيق الأمني وإنهاء القضية الفلسطينية، أما البعض الآخر فجلبت لهم المياه الكاملة الدسم والخسارة التاريخية.

تخيلتُ بعد مثل هذه التصريحات أنني أنا وبعضا من أصدقائي ذهبنا لإحتلال التشاد مثلا وهجرنا أهلها وبعد الإحتلال قام التشاديون بإنتاج مسلسل التغريبة التشادية، ونحن أنا وأصدقائي المارقين سرقنا مياهها لصاح شعبنا وسرقنا تربتها الخصبة لصالح مزروعاتنا وخلعنا أشجار التشاديين وأقمنا جدار فصل وحشي عنصري بيننا وبين التشاديين وعلى أراضيهم أيضا، وعملنا أربعة حروب على قطاع “حزة” هناك في التشاد ودمرنا الحجر والبشر والشجر، وبعد الحرب مباشرة قمنا ببيع غاز جماعة تشاد لجارتهم السودان  ب 15 مليار دولار، فورا بعد الحرب الأخيرة على حزة.

طبعا كل هذا يعتبر قانوني ولا ذرة غبار واحدة عليه حسب معاهدات السلام التي قمنا بفرضها أنا المارق وأصدقائي  المارقين على كل جيران تشاد، الشيء الوحيد الذي يعتبر مخالف للقوانين الدولية هو عمليات الإستيطان التي أقوم بها انا وأصدقائي لتوطين المتشددين منا على أراضي التشاديين.

يا سلام…ياااا سلام…يااااااا سلام!!! شوف شوف شوف ياااا سلام…شوف الهدف الرائع في وجدان الشعوب العربية المقهورة…شوف الفن…

يعني مثلا في كل سنة وفي مثل هذا الوقت ترتفع أسعار بعض الخضر هنا في البلد وخاصة البندورة بشكل خيالي، ويعيش المواطن هاجس إرتفاع سعر تَنَكَة زيت الزيتون “20 ليتر” بشكل يفوق قوته الشرائية، أتدرون لماذا؟ لأنه يتم تصدير مثل هذه السلع الى دولة الكيان “إخواننا وحبايبنا” اليهود، لا نعلم ماهي استراتيجية اليهود هناك في الكيان بحيث يأتي كل عام في مثل هذا الوقت وتبدأ باستيراد البندورة وحب الزيتون من هنا لا نعلم.

يعني مش مشكلة أبدا أن يعاني المواطن من إرتفاع أسعار خضر يستخدمها يوميا على مائدته التقشفية ومش مشكلة لو 90% من الشعب لن يستطيع شراء زيت الزيتون والذي يعتبر بمثابة الروح له، في سبيل التوسيع على الصهاينة أصحاب الكيان الغاصب القانوني دوليا!

كما أنني لا أدري ما هي موضة تصدير حب الزيتون الى الكيان، طبعا عندما نصدر حب الزيتون فإننا نصدر معه القيمة المضافة لهذا الحب أيضا، القيمة المضافة والتي تعني هنا درس الزيتون وتعبئته ونقله وبيعه في المنتج النهائي وما يصاحب ذلك من خلق فرص عمل وتحريك عجلة الصناعة والتجارة، طبعا كل ذلك يصدر مع حب الزيتون لدولة الكيان الصهيوني القانونية.

عليه العوض ومنه العوض يا أيها المواطن العربي عليه العوض ومنه العوض.

 

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>