أزمة رجولة

الذي نمر به اليوم في عالمنا العربي هو باعتقادي أزمة رجولة، لقد كان لأزمة الرجولة هذه جذور عميقة وتاريخية والمراقب يجد أننا تجرعنا قلة الرجولة هذه جرعة جرعة على أيدي أنظمتنا، هي ليست وليدة اللحظة لقد تغلغلت في كل أوجه حياتنا العربية اليومية.

بالأمس مثلا عندما ظهر نتنياهو في مؤتمره الصحفي بعد استئناف العدوان على غزة من جديد، قال: يقف معنا في عدواننا على غزة الكثير من العرب لا بل ويدعمون ما نقوم به، هو يريد من خلال هذا القول طمأنة اليهود من تحقيق أهداف هذا العدوان في النهاية، بغض النظر عن أنه ليس بحاجة لتصريحات أو تطمينات لأخذ الإذن من شعبه في استكمال هذا العدوان، شعبه بالكامل أصلا دموي ويشجع القتل والتدمير، قل ما تفوز حكومة وسطية أو معتدلة في اسرائيل، لا بل إن الشعب اليهودي والصحفيين والنقاد للسياسات الاسرائيلية يضعون الآن نتنياهو في كفة المعتدلين! طيب أن المتطرفون من اليهود إذا؟ هذا شعب دموي بامتياز.

لكن المشكلة ليست هنا في الحقيقة، نحن نعلم تماما من هم اليهود، المشكلة هو أن حكامنا العرب لايريدون أن يعلموا من هم اليهود، لقد أشار نتنياهو في حديثه الى العرب ولم يقل المسؤولين العرب، لكن الكل يعلم أنه يشير هنا الى الأنظمة التي تقف معه وتسانده وليس الى الشعوب فالشعوب دون شك تعلم الحقيقة ولن تقف الى جانب نتنياهو، لكن…ياجماعة الخير يعني لم نشاهد ولا أي  مسؤول عربي خرج وقال نتنياهو كاذب، ما معنى هذا السكوت؟

أنا متأكد أيضا أن أحدا من مسؤولينا العرب والذين هم يدعمون نتنياهو في عدوانه على غزة لم يتصل به حتى هاتفيا على تلك الخطوط الآمنة السرية ليقول له: ياخي عيب عليك فضحتنا، كل مؤتمر صحفي تذكر أننا الى جانبك ونساندك وندعمك فضحتنا يا زلمة خلص، خلي الطابق مستور وفكنا.

أنا متأكد كما أنني أذهب الى الحمام يوميا انه لا ملك من الملوك  ولا رئيس من الرؤساء ولا أمير من الأمراء الذين يدعمون نتنياهو في عدوانه على غزة اتصل به مجرد إتصال ليردعه عن تصريحاته المحرجة لهم تلك!!!

لم يتصل به احد من هؤلاء الزعماء الخونة ليذكره انهم دعموه للقضاء على حماس والإخوان، وليس لقتل النساء والأطفال وهدم المساجد والمنازل!!! والله لو أن رقاصة تفاهمت مع نتنياهو لتدعمه في عدوانه على غزة لهاتفته وذكرته بأن الإتفاق لم يكن على هكذا الشكل من قتل للنساء والأطفال أو لبهدلته على الأقل وبسقت بوجهه لأنه انشغل بقتل النساء والأطفال ولم يصل الى المقاومة. 

لكن في الحقيقة هناك أزمة رجولة بالفعل، بين كل الزعماء العرب وخاصة ألئك الزعماء الذين يدعمون نتنياهو في عدوانه على غزة، ياجماعة الخير أمرين لا ثالث لهما، إما ان هؤلاء الزعماء على الأقل ليس جميع الزعماء يهود متنكرون بعروبتهم واسلامهم الزائف، او انهم نساء لكن لا أعلم كيف أن بعضهم يحمل شاربا على وجهه العكر. 

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>