جلست وإبليس يوما بوسط البلد

كنت اليوم بوسط البلد في عمان، كان الجو ساحرا مساءا، فدخلت أحد المقاهي القديمة كي أدخن الشيشة والتي عادة ما تستهويني في المقاهي القديمة العريقة والتي تضم في زواياها شتى أنواع العمانيين بهمومهم اليومية والتاريخية.

هناك بمقهى بلاط الرشيد المئوي، شخصا يجلس وحيدا بطاولة فارغة أمامه، كانت طاولته بمحاذاتي، فبقيت أرمقه طويلا لحدة وغرابه ملامحه ولباسه.

لكنه وبينما كان يهم بالخروج من المقهى…عرج على طاولتي وانحنى نحوي بسرعة واضعا كلتا يديه على الطاولة…وسألني بعصبية: لماذا كنت ترمقني طوال هذه الفترة؟…فأجبته وأنا احاول ان أخفي بصعوبة بالغة خوفي الشديد منه…والله انني استغربت تجهمك وملامحك القوية خاصة أنني لم أشاهدك في هذا المقهى من قبل!…فأتبعت قبل أن أبتلع ريقي…من انت؟…فأجابني بنفس العصبية بل ربما أشد…يا أخي أنا إبليس…ما بك هل استغربت ذلك؟…نعم أنا إبليس بعينه، هل لديك مشكلة في ذلك؟…فأجبته مع تلك الرجفة الواضجة بصوتي والتي لم استطع ان اخفيها…لا…لكن إبليس يكون في هذا الوقت بين شياطينه يتفقد أعمالهم قبل أن يذهب لأعالي البحار…

فانتصب واقفا وتنهد ثم عاد لوضعه مجددا على طاولتي وقال لي بنبرة تملأها الحرقة…أقسم لك يا هاذا أن الذي يقف أمامك هو إبليس…لكن لم يعد لدينا عملا نقوم به لا أنا ولا شياطيني المنتشرة ببلادكم…وها أنت ترى، أتسكع من مقهى الى مقهى ومن بلد الى آخر على غير هدى…ثم تركني وهو يضرب كفا على كف متجها الى الشارع.

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>